إصدار جديد:أيت وافلا ملوية العليا ميدلت نبدة تاريخية

 قراءة بقلم أحمد بيضي

ضمن "سلسلة عالم الجنوب الشرقي"، تعززت الخزانة المغربية بعمل بحثي تاريخي وعلمي جديد، لمؤلفيه م. المصطفى أولاد الشريف ومحمد اعزيروا، تحت عنوان: "آيت وافلا - ملوية العليا ميدلت"، تم افتتاح مقدمته بتساؤلات منهجية: "من تكون قبيلة أيت وافلا؟ ماهي أصولها وأصل تسميتها ومجالها الإثني والجغرافي؟ ماهي أهم الأحداث والشخوص التي ميزت هذه القبيلة بالمجال المحدد؟".

ومنهجيا، أبرز المؤلفان في مقدمة عملهما أنهما "ليسا بصدد بحث أكاديمي وإنما محاولة منهما لتجميع معطيات تاريخية ومونوغرافية حول مجال أيت وافلا، أي جمع المادة العلمية بالإضافة إلى شهادات شفوية تسعى لتقديم أرضية بحث للمهتمين وبيبليوغرافيا تساعدهم على الإقتراب من المجال"، بينما حاول الكاتبان "التعريف بقبيلة أيت وافلا ومجالها وأصولها وعشائرها، مع الإقتراب منها بمجال ملوية عبر الاعتماد على مراجع في الموضوع".

ويعتبر الأرشيف الفرنسي حول أيت وافلا، يضيف الكاتبان، من المراجع التي تمت محاولة تقديمها للقارئ لأهميته"، مع "جمع بعض الشهادات الشفوية التي قربت الكاتبان بالفعل من المجال"، ليأتي اختتام الكتاب ب "التعريف بشخصيات كانت بصمتهم كبيرة في تاريخ المنطقة".

ولم يفت الكاتبين التأكيد على أن سعيهما من وراء هذا العمل هو "إماطة اللثام عن المجال وتوطينه بغاية تقديم دراسات أعمق تروم بالإضافة إلى كشف تاريخه، الإنتقال إلى فك سيرورات التحولات به"، في أفق "ترسيخ ثقافة تثمين وإبراز المكونات القابلة للتحديث وتقويض أسس التخلف وبنياته، وبهدف أسمى جعل الإرتباط بالمجال يُؤَسس على تصورات عقلانية يبني فيها الإنسان أسمى القيم ويستدمج التحولات ويهدم ميكنزمات كبح جماح إرادته في التغيير...".

ويتضمن الكتاب أربعة فصول تحتوي على مواضيع مهمة، تنطلق من أصل تسمية وموطن قبيلة آيت وافلا، وإمكانية التحديد الجغرافي الإثني، ثم إشكالية المجال الترابي والحدود، إلى الأصول والمعطيات التاريخية، وارتباطها بصنهاجة ومسوفة وآيت دراسن وآيت يافلمان، فضلا عن توزيع آيت وافلا بالمنطقة، وعشائرها واستقرارها، وآيت وافلا تعرعارت وحجيرت، ثم آيت وافلا وفق الأرشيف الفرنسي، كما تم إغناء الكتاب بمجموعة من الملاحق والوثائق والشهادات.

ويأتي الكتاب بعد أشهر قليلة من إصدار الباحث والفاعل المدني، م. المصطفى الشريف، لكتاب تاريخي مهم وإضافة نوعية لتاريخ إخرمجيون، تحت عنوان: "إخرمجيون من تيزكي إلى أوضاض - أصل عشيرة ومسار تهجير".

#أحمد_بيضي